وقفة … مع التنمية البشرية
لا شك أنه ما من أحد منا إلا وسمع بهذا المصطلح ، بل إن البعض قد اقتنى كتاباً أو أكثر يتحدث في هذا المجال، والبعض الآخر حضر ندوة أو محاضرة أو أمسية أو قل دورة تندرج كلها بشكل مباشر أو غير مباشر تحت هذا العنوان “التنمية البشرية”. ذلك الفن أو بالأحرى المجموعة من الفنون والعلوم التي أصبحت في عالمنا العربي من الأبجديات الأساسية التي تؤثر في أدائنا الفردي والجماعي.
ووقفتنا مع التنمية البشرية تتلخص في النقاط التالية :-
أولا: نشأة هذا المصطلح وظهوره عالمياً وعربياً:
نشأ مفهوم (التنمية - Development) عام 1949م عندما أطلقه الرئيس الأمريكي بعد استقلال العديد من الدول النامية – كما سميت – لمساعدتها على الاندماج بالاقتصاد العالمي ، وقد ارتبط مصطلح التنمية في ذلك الوقت بالاقتصاد حيث استخدم للدلالة على إحداث مجموعة من التغييرات الجذرية في مجتمع معين للنهوض بهذا المجتمع اقتصادياً ، ثم امتد هذا المفهوم حتى شمل التنمية السياسية ثم بعد ذلك الثقافية والاجتماعية وهو في مجمله يطلق على إحداث تغييرات جذرية للنهوض بهذه الجوانب الاقتصادية ، السياسية ، الثقافية ، والاجتماعية.
ثم في عام 1986م ظهر تعريف للتنمية البشرية - في مقدمة الإعلان العالمي عن حق التنمية – على أنها: “عملية اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية ، وسياسية شاملة تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسْرهم والأفراد جميعهم على أساس مشاركتهم النشطة والهادفة في التنيمة وفي التوزيع العادل للفوائد الناجمة عنها”.
ثم جاء في عام 1990م برنامج الأمم المتحدة للإنماء ودشن مفهوماً للتنمية البشرية جعل الإنسان هو صانع التنمية وهدفها، ومن هنا كان بداية ظهور هذا المفهوم لدى الدول العربية، ونما هذا مفهوم وتطور حتى شمل الكثير من المصطلحات والمفاهيم التي تجعل من الإنسان هو محور الاهتمام والتطوير وجوهر عملية التنمية.
وتعتبر بداية التسعينات من القرن الماضي هي الفترة التي شهد فيها العالم العربي تحولاً كبيراً نحو تنمية الموارد البشرية واعتبار الإنسان محور عملية التنمية بشتى صورها، ومن المعروف أن ما يتوصل إليه الغرب من العلوم والمعارف يصل إلينا بعد فترات طويلة من اكتشافه وتطبيقه لديهم.
ثانيا: نظرتنا للتنمية البشرية(وجهة نظر):
إذا نظرنا إلى تطبيق الغرب لمفهوم التطوير البشري نجده يتركز في جانب واحد وهو الجانب المادي، من رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة، حتى عند الاهتمام ببعض الجوانب الروحية والمعنوية فإن الهدف منه في الأساس هو خدمة الجوانب المادية، كما أننا نجد ارتباط بعض علوم التنمية البشرية - عند بعض أتباع الديانات والمعتقدات – بمعتقداتهم وطقوسهم، مثل علوم الطاقة وغيرها.
ولذلك نجد البعض ينتقد استيراد هذه العلوم والمعارف من الغرب والأمم الأخرى، وهنا نشير إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها” ، فلا بأس أبداً أن نأخذ عن الغرب أو غيرهم ما يصلح دنيانا ويرفع من شأننا ، ولا ضير أن ننهل من العلوم ما يعيننا على الارتقاء بأنفسنا والتغيير إلى الأفضل.
ثم إن المتأمل لهذه العلوم يجد أن لها أصلاً في قيمنا وقواعد ديننا من إعلاء قيمة الوقت، والحث على التخطيط والتنظيم، والاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته ، وغيرها من الأمور التي لا يتسع المقام لحصرها.
وخلاصة القول أن نأخذ من هذه العلوم أخذ المدقق الواعي لطبيعة الاختلاف بيننا وبين الثقافات الأخرى في اقيم والعادات، ونطبق ما نتعلم بما يرفعنا دنيوياً وأخروياً.
ثالثاً: محاور التنمية البشرية:
تتنوع علوم التنمية البشرية وتتعدد فروعها، ولكن يمكن القول بأنها تركز في غالبيتها على أحد بعدين ، الأول هو البعد الخاص بالتنيمة الذاتية أو الفردية وتتضمن على سبيل المثال : إدارة الذات ، إدارة الوقت ، مهارات التخطيط الفعال ، ومهارات الاتصال ، والبعد الثاني يهتم بالتنمية للكيانات والمؤسسات، كتطوير هياكل الشركات والمؤسسات لزيادة الانتاجية وغيرها.
تشمل التنمية على المحاور التالية:
المحور الإيماني والروحاني
المحور الاجتماعي والأسري
المحور الشخصي
المحور الصحي والنفسي
المحور المادي
المحور المهني
لا شك أنه ما من أحد منا إلا وسمع بهذا المصطلح ، بل إن البعض قد اقتنى كتاباً أو أكثر يتحدث في هذا المجال، والبعض الآخر حضر ندوة أو محاضرة أو أمسية أو قل دورة تندرج كلها بشكل مباشر أو غير مباشر تحت هذا العنوان “التنمية البشرية”. ذلك الفن أو بالأحرى المجموعة من الفنون والعلوم التي أصبحت في عالمنا العربي من الأبجديات الأساسية التي تؤثر في أدائنا الفردي والجماعي.
ووقفتنا مع التنمية البشرية تتلخص في النقاط التالية :-
أولا: نشأة هذا المصطلح وظهوره عالمياً وعربياً:
نشأ مفهوم (التنمية - Development) عام 1949م عندما أطلقه الرئيس الأمريكي بعد استقلال العديد من الدول النامية – كما سميت – لمساعدتها على الاندماج بالاقتصاد العالمي ، وقد ارتبط مصطلح التنمية في ذلك الوقت بالاقتصاد حيث استخدم للدلالة على إحداث مجموعة من التغييرات الجذرية في مجتمع معين للنهوض بهذا المجتمع اقتصادياً ، ثم امتد هذا المفهوم حتى شمل التنمية السياسية ثم بعد ذلك الثقافية والاجتماعية وهو في مجمله يطلق على إحداث تغييرات جذرية للنهوض بهذه الجوانب الاقتصادية ، السياسية ، الثقافية ، والاجتماعية.
ثم في عام 1986م ظهر تعريف للتنمية البشرية - في مقدمة الإعلان العالمي عن حق التنمية – على أنها: “عملية اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية ، وسياسية شاملة تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسْرهم والأفراد جميعهم على أساس مشاركتهم النشطة والهادفة في التنيمة وفي التوزيع العادل للفوائد الناجمة عنها”.
ثم جاء في عام 1990م برنامج الأمم المتحدة للإنماء ودشن مفهوماً للتنمية البشرية جعل الإنسان هو صانع التنمية وهدفها، ومن هنا كان بداية ظهور هذا المفهوم لدى الدول العربية، ونما هذا مفهوم وتطور حتى شمل الكثير من المصطلحات والمفاهيم التي تجعل من الإنسان هو محور الاهتمام والتطوير وجوهر عملية التنمية.
وتعتبر بداية التسعينات من القرن الماضي هي الفترة التي شهد فيها العالم العربي تحولاً كبيراً نحو تنمية الموارد البشرية واعتبار الإنسان محور عملية التنمية بشتى صورها، ومن المعروف أن ما يتوصل إليه الغرب من العلوم والمعارف يصل إلينا بعد فترات طويلة من اكتشافه وتطبيقه لديهم.
ثانيا: نظرتنا للتنمية البشرية(وجهة نظر):
إذا نظرنا إلى تطبيق الغرب لمفهوم التطوير البشري نجده يتركز في جانب واحد وهو الجانب المادي، من رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة، حتى عند الاهتمام ببعض الجوانب الروحية والمعنوية فإن الهدف منه في الأساس هو خدمة الجوانب المادية، كما أننا نجد ارتباط بعض علوم التنمية البشرية - عند بعض أتباع الديانات والمعتقدات – بمعتقداتهم وطقوسهم، مثل علوم الطاقة وغيرها.
ولذلك نجد البعض ينتقد استيراد هذه العلوم والمعارف من الغرب والأمم الأخرى، وهنا نشير إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها” ، فلا بأس أبداً أن نأخذ عن الغرب أو غيرهم ما يصلح دنيانا ويرفع من شأننا ، ولا ضير أن ننهل من العلوم ما يعيننا على الارتقاء بأنفسنا والتغيير إلى الأفضل.
ثم إن المتأمل لهذه العلوم يجد أن لها أصلاً في قيمنا وقواعد ديننا من إعلاء قيمة الوقت، والحث على التخطيط والتنظيم، والاهتمام بالإنسان وتنمية قدراته ، وغيرها من الأمور التي لا يتسع المقام لحصرها.
وخلاصة القول أن نأخذ من هذه العلوم أخذ المدقق الواعي لطبيعة الاختلاف بيننا وبين الثقافات الأخرى في اقيم والعادات، ونطبق ما نتعلم بما يرفعنا دنيوياً وأخروياً.
ثالثاً: محاور التنمية البشرية:
تتنوع علوم التنمية البشرية وتتعدد فروعها، ولكن يمكن القول بأنها تركز في غالبيتها على أحد بعدين ، الأول هو البعد الخاص بالتنيمة الذاتية أو الفردية وتتضمن على سبيل المثال : إدارة الذات ، إدارة الوقت ، مهارات التخطيط الفعال ، ومهارات الاتصال ، والبعد الثاني يهتم بالتنمية للكيانات والمؤسسات، كتطوير هياكل الشركات والمؤسسات لزيادة الانتاجية وغيرها.
تشمل التنمية على المحاور التالية:
المحور الإيماني والروحاني
المحور الاجتماعي والأسري
المحور الشخصي
المحور الصحي والنفسي
المحور المادي
المحور المهني