هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخير من أجل الخير


    بين اليأس والرجاء 1

    avatar
    Compu.Geo
    Admin


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 21/02/2010

    بين اليأس والرجاء 1 Empty بين اليأس والرجاء 1

    مُساهمة من طرف Compu.Geo الخميس 18 مارس 2010, 2:30 am

    [/size]بين اليأس والرجاء 1 1187393439

    حين تضعف الإرادة، وتلين العزيمة، فإن النفس تنهار عند مواجهة أحداث الحياة ومشاكلها التي لا تكاد تنتهي. وحين يفشل مثل هذا الإنسان في موقف أو مجموعة مواقف، فإنه يصاب باليأس الذي يكون بمثابة قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد لتغيير واقعه بسبب سيطرة اليأس على نفسه، وتشاؤمه من كل ما هو قادم، قد ساء ظنه بربه، وضعف توكله عليه، وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده.
    إنه عنصرٌ نفسي سيء؛ لأنه يقعد بالهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق والألم، ويقتل فيه روح الأمل.

    إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) [يوسف:87].
    أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 22، 23].

    فإذا أيقن بهذا فكيف ييأس؟ إنه عندئذٍ يتلقى الأمور بإرادة قوية ورضىً تام، وعزم صادق على الأخذ بأسباب النجاح.

    إن القرآن يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) [الزمر:53].

    قال بعض العلماء: لولا الأمل ما بنى بانٍ بنيانًا، ولا غرس غارسٌ غرسًا.


    ولا تيأسن من صنع ربك إنه.. .... ..ضمينٌ بأن الله سوف يُديلُ
    فـإن الليالي إذ يـزول نعيـمهـا.. .... ..تبشــر أن النائبــات تزولُ
    ألـم تـر أن الليـل بعـد ظلامــه.. .... ..عليـه لإسفار الصباح دليلُ

    لما جاءت إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد في سنٍ كبير أبدى تعجبه فقال: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)[الحجر:54]. فقالت الملائكة: (بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ)[الحجر:55]. قال عليه السلام: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ)[الحجر:56].

    إن الأمور وإن تعقدت، وإن الخطوب وإن اشتدت، والعسر وإن زاد، فالفرج قريب:

    (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [يوسف:110]. ولا يغلب عسرٌ يسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح: 5، 6].


    مادام الإنسان حيا يتحرك فلا ينبغي له أن ييأس ، هكذاعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم،فقد دخل عليه حبة وخالد ابنا خالد رضي الله عنهم وهو يصلح شيئا فأعناه عليه فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تيأسا من طلب الرزق ما تهززت رؤوسكما ، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ، ثم يرزقه الله عز وجل ".
    إن الإنسان معرضٌ في حياته لأنواع من الفشل في بعض التجارب، وحريٌ أن يوقظ في نفسه روح الأمل، فيراجع نفسه باحثًا عن أسباب الفشل ليتجنبها في المستقبل، ويرجو من ربه تحقيق المقصود ، ويجعل شعاره : لا يأس مع الحياة.


    أُعلِّلُ النفس بالآمال أرقبها.. ... ..ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل
    إن هذا المسلك خيرٌ لصاحبه من إلقاء اللوم على الآخرين، مما يترتب عليه سوء الطبع والاتكالية، والانهزامية، ثم اليأس والانعزال.




    قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله".
    وكان الصالحون يتقربون إلى الله عز وجل بقوة رجائهم وبعدهم عن اليأس، هذا ذو النون المصري كان يقول في دعائه : اللهم إليك تقصد رغبتي ، وإياك أسأل حاجتي ، ومنك أرجو نجاح طلبتي ، وبيدك مفاتيح مسألتي ، لا أسأل الخير إلا منك،ولا أرجو غيرك ، ولا أيأس من رَوحك بعد معرفتي بفضلك.

    بين اليأس والرجاء 1 150123_1190991811
    علاج اليأس:
    إن اليأس مرض من الأمراض التي تصيب النفوس فتقف عاجزة عن إدراك المعالي، ومن هنا فإننا نضع خطوطًا عريضة ونقترح بعض الوسائل التي نرجو أن تكون نافعة في علاج هذه الآفة، ومنها:
    1- تعميق الإيمان بالقضاء والقدر بمفهومه الصحيح، وتربية النفس على التوكل على الله، ونعني بذلك أن يعتمد القلب في تحقيق النتائج على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة، وبذل الجهد الممكن للوصول إلى الأهداف المنشودة.


    2- تنمية الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات في القيام بالأعمال، وتحمل المسؤولية عن نتائجها بغير تردد ولا وجل.


    3- اليقين بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في كل جوانب الحياة ومطالعة تجارب الناجحين في شتى الميادين.


    4- قراءة قصص الأنبياء والصالحين الذين غير الله بهم وجه الحياة والتعرف على الصعاب والمشاق التي واجهوها بعزم صادق وقلب ثابت، حتى أدركوا مناهم بحول الله وقوته.


    5- اليقين بأن الاستسلام لحالة اليأس لن يجني صاحبها من ورائها إلا مزيدًا من الفشل والتعب والمرض، وأن البديل هو السعي والجد وتلمُّحُ الأمل.

    إذا اشتمـلت على اليأس القلـوب.. ... ..وضاق لما به الصدر الرحيبُ

    وأوطــأت المكــاره واطمــأنت.. ... ..وأرست في أمكانها الخطـــوبُ

    ولم تر لانكشـاف الضـر وجهًا.. .... ..ولا أغنــى بحيلتـــه الأريـــبُ

    أتاك على قنـوط منــك غـــوثٌ.. .... ..يمـن به اللطيـف المستجيــــبُ

    وكــــل الحادثـات إذا تنـــــاهت.. .... ..فموصـول بها الفـرج القريـب




    ، فإن بقاءك أسيراً للأفكار وأسيراً للأحزان يزيد من الهم عليك ويجعلك تشعر بالحزن الشديد، وربما شعرت بضائقة في صدرك بسبب أنك تجد أن اليوم هو نفس اليوم لا جديد فيه ولا يظهر أي بارقة تجعلك تنشط للخير وتؤمل الأمل الكبير، ولذلك قد تأتيك بعض الأفكار: هل أنا مذنب لدرجة أن الله تعالى يعاقبني على ذنوبي السابقة؟




    والجواب: كلا..إن هذا لا يكون في رحمة أرحم الراحمين جل جلاله، فلابد أن تعلم أن المذنب إذا تاب التوبة الصادقة فإن الله جل وعلا يتقبل توبته، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.


    فتأمل في قوله تعالى كيف بيَّن أنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فهو جل وعلا يزيلها ويمحيها ولا يوجد أثرها،
    فلا يعاقبه عليها لا في الدنيا ولا في الآخرة طالما أنه أدى الحق الذي لله جل وعلا فيها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه الطبراني في المعجم.
    وقال - صلوات الله وسلامه عليه - : (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه الترمذي في سننه.


    فكل إنسان يخطئ ويصيب وهذا هو الذي بينه - صلوات الله وسلامه عليه – بل إن التوبة بإذنِ الله تجعل سيئاتك حسنات، كما قال تعالى: { إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.


    فالصبر الصبر، وتأمل في قوله - صلوات الله وسلامه عليه -: (واعلم بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا) رواه الإمام أحمد في المسند.

    فهذا هو الذي ينبغي أن تكون عليه على الدوام، وأن تبذل جهدك فيه وتذكر قول الله جل وعلا في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا،
    وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وتذكر قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}. فرحمته وسعت كل شيء وهو الغفار لمن تاب، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}.

    وأما عن إجابة الدعاء؛ فإن خير ما تقوم به هو أن تدعوا ربك دعاء المضطر وتصلى صلاة الحاجة، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.

    واعلم أنَّ للدُّعاء أحوالاً وآداباً وأحكاماً يجب توفُّرها في الدُّعاء وفي الدَّاعي، وأن هناكَ موانعَ وحواجبَ تحجُبُ وصولَ الدُّعاء واستجابته، يجب انتفاؤها عن الدَّاعي وعن الدُّعاء، فمتى تحقَّق ذلك؛ تحقَّقتِ الإجابةُ.

    قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى في كتابه "الدَّاءُ والدَّواءُ": "والأدعيةُ والتَّعوُّذاتُ بمنزلة السِّلاح، والسِّلاحُ بضارِبِهِ، لا بِحَدِّهِ فقط. فمتى كان السِّلاحُ سلاحاً تامّاً لا آفةَ به، والسَّاعِدُ سَاعِدٌ قويٌّ، والمانعُ مفقودٌ؛ حَصَلَتْ به النِّكاية في العدوِّ، ومتى تخلَّف واحدٌ من هذه الثلاثة تخلَّف التأثيرُ".


    وكان عمر رضي الله عنه وأرضاه من فقهه بكتاب الله يقول: "أنا لا أَحْمِلُ هَمَّ الإجابة، لَكِنْ أَحْمِلُ هَمَّ الدُّعاء".


    بين اليأس والرجاء 1 %D9%83%D8%B3%D8%B1%20%D9%82%D9%8A%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81



    ومن الأسباب المعينة للدَّاعي على تحقيق الإجابة:

    1 - الإخلاص في الدعاء،
    وهو أهمُّ الآداب وأعظمُها، وأمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالإخلاص في الدعاء؛ فقال سبحانه: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]،

    والإخلاص في الدُّعاء هو الاعتقاد الجازم بأنَّ المدعوَّ -وهو اللهُ عزَّ وجلَّ- هو القادر وحدَهُ على قضاء حاجتِه، والبعد عن مُرَاءاة الخَلْقِ بذلك.


    2 - التَّوبة من جميع المعاصي، والرجوع إلى الله تعالى؛ فإنَّ المعاصيَ من الأسباب الرئيسة لحَجْبِ الدُّعاء؛ فينبغي للدَّاعي أن يُبَادر للتَّوبة والاستغفار قبل دعائه؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ على لسان نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
    * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ * وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح: 10 - 12]، ومن أعظم الذنوب تلك الباطنةُ داخل النَّفْس؛
    قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 120].


    3 - التضرُّعُ والخشوعُ والتذلُّلُ، والرَّغبةُ والرَّهبةُ، وهذا هو رُوحُ الدُّعاء ولُبُّه ومقصوده؛ قال الله عزَّ وجلَّ: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].


    4 - الإلحاح والتَّكرار، وعدم الضَّجَر والملل: ويحصلُ الإلحاح بتَكرار الدُّعاء مرَّتَيْن أو ثلاثٍ، والاقتصار على الثلاث أفضل؛ اتِّباعاً لسُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "كان يُعْجِبُهُ أن يَدْعُوَ ثلاثاً ويستغفر ثلاثاً" (رواه أبو داود والنَّسائيُّ).


    5 - الدُّعاء حالَ الرَّخاء، والإكثار منه في وقت اليُسْر والسَّعَة؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ" (رواه أحمد).


    6 - التوسُّل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، في أوَّل الدُّعاء أو آخره؛ قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].


    7 - اختيار جوامع الكَلِم، وأحسن الدُّعاء وأجمعه وأبينه، وخيرُ الدُّعاء دعاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويجوز الدُّعاء بغيره مما يخصُّ الإنسانُ به نفسَه من حاجاتٍ.




    8 - استقبال القِبْلَة، والدُّعاء على حال طهارةٍ، واسفتتاح الدُّعاء بالثَّناء على الله عزَّ وجلَّ وحمدِه، والصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورَفْعِ اليدينِ حالَ الدًّعاء؛ فعن سلمانَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِىٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا" (رواه أبو داود).


    ومن الأمور المعينة على إجابة الدُّعاء: تحري الأوقات والأماكن الفاضلة.
    فمن الأوقات الفاضلة: وقتُ السَّحَر، وهو ما قبل الفجر، ومنها: الثُّلُثُ الآخرُ من الليل، ومنها: آخرُ ساعةٍ من يوم الجمعة، ومنها: وقتُ نزول المطر، ومنها: بين الأذان والإقامة.
    ومن الأماكن الفاضلة: المساجدُ عموماً، والمسجد الحرام خصوصاً.

    ومن الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الصَّائم، ودعوة المضطَّر، ودعاء المسلم لأخيه بظَهْر الغَيْب.


    هذا؛ ومن المفيد أيضاً أن نذكر بعضَ موانعَ إجابة الدُّعاء؛ فمنها:

    1 - أن يكون الدُّعاء ضعيفاً في نفسه، لما فيه من الاعتداء أو سوء الأدب مع الله عزَّ وجلَّ. والاعتداء: هو سؤال الله عزَّ وجلَّ ما لا يجوز، أو أن يدعو بإثمٍ أو محرَّمٍ، أو على النَّفس بالموت؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ ما لم يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ" (رواه مسلمٌ).


    2 - أن يكون الدَّاعي ضعيفاً في نفسه؛ لضَعْف قلبِه في إقباله على الله تعالى، أو مشتملاً على سوء أدبٍ مع الله تعالى فيدعوه دعاءَ المستغني المنصرف عنه، أو يتكلَّفَ في اللَّفظ؛ فينشغلُ به عن المعنى، أو يتكلَّف في البكاء والصِّياح دون وجوده!

    3 - أن يكون المانعُ من حصول الإجابة الوقوعَ في شيءٍ من محارم الله؛ مثل: المال الحرام؛ مأكلاً ومَشْرباً وملبساً ومسكناً ومركباً، ودَخْلِ الوظائف المحرَّمة، ومثل رَيْنِ المعاصي على القلوب، والبدعةِ في الدِّين، واستيلاءِ الغفلة على القلب.


    4 - استعجال الإجابة والاستحسار بتَرْك الدُّعاء؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لم يَعْجَلْ، يقول: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي" (رواه البخاريُّ ومسلمٌ).


    5 - تعليق الدُّعاء؛ مثل أن يقولَ: "اللهمَّ اغفرْ لي إنْ شئتَ"!! بل على الدَّاعي أن يعزِم في دعائه، ويجد ويجتهد ويلحَّ في دعائه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارحمني إن شِئْتَ. لِيَعْزِمِ المسألَةَ؛ فإنه لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ" (رواه البخاريُّ ومسلمٌ).

    ولا يلزم لحصول الاستجابة أن يأتي الدَّاعي بكلِّ هذه الآداب، وأن تنتفي عنه كلَّ هذه الموانع؛ فهذا أمرٌ عزَّ حصولُه، ولكن أن يجتهد الإنسان وُسْعَهُ في الإتيان بها.


    وليُعْلَم؛ أنَّ استجابة الله للدعاء تكون بين ثلاث حالاتٍ:
    الأولى: أن يستجيب الله لصاحبه في الدُّنيا.

    الثانية: أن الله يدفع بهذا الدُّعاء بلاءً قد كان يقع على هذا الداعي؛ فالدعاء صاعدٌ، والبلاء نازلٌ، فَيَتَعَالَجَانِ -أي يتصارعان-، فمن رحمة الله بعبده أن يَصْرَعَ الدُّعاءُ البلاءَ؛ فلا يقع على هذا العبد هذا البلاءُ بسبب دعائه.

    الثالثة: أن الله يدَّخر لهذا العبد تلك الدَّعوة في الآخرة، ويعوِّضه عن ذلك خير عِوَضٍ، والله أعلم.



    ................

    واخيرا لا تصنع قيودك بنفسك

    بين اليأس والرجاء 1 SoMe%20OnE

    منقول بتصرف

    [/font]
    ]

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 14 مايو 2024, 9:48 am